حالة عملية تُظهر صورة أشعة إكس المرفقة حقيبة سفر فيها عدة عناصر شخصية وأدوات عادية ، لكن بين هذه الأغراض ثبُت وجود خطر حقيقي: جهاز متفجّر مزوّر داخل مكواة تجعيد للشعر(curling iron). هذه الحالة تمثل نموذجًا واضحًا للتحديات اليومية التي تواجه مسؤولي فحص الأمتعة في المطارات: كيف يميّز المفتّش بين "مظهر اعتيادي" و"مؤشرات مثيرة للشبهة" عندما تُستخدَم أدوات منزلية لإخفاء مكونات خطرة؟
وصف الصورة والمؤشرات البصرية اللافتة
في صورة أشعة إكس ملونة (وفق معيار تدرّج الألوان الشائع في نظم الفحص):
• الأجزاء المعدنية المكثفة تظهر باللون الأزرق/الأخضر الداكن (مثل هياكل الأجهزة المعدنية وحواف المكواة).
• المواد العضوية والملابس تظهر باللون البرتقالي/الرمادي الفاتح.
• داخل قضيب المكواة (اليدوية) تظهر مناطق غير متوافقة مع بنية مكواة شائعة: وجود خلية طاقة/بطارية داخل المقبض، ونقطة سوداء صغيرة داخل نهاية الجهاز (مؤشر على مكوّن حقيقي يختلف عن التسخين الكهربائي الاعتيادي).
• بالمقارنة مع مكواة نموذجيّة، هناك فراغات أو مكونات داخلية غير متوقعة، وتكتّل كثيف ذات شكل غير اعتيادي قد يدلّ على مادة غير عادية (هنا وُصف لاحقًا بأنها مادة متفجّرة بوزن كبير).
هذه الملاحظات البصرية - خاصة البطارية غير الاعتيادية والنقطة السوداء في موقع لا ينبغي أن يحتويها - هي ما دفع إلى تصنيف العنصر مستحقاً للفحص الثانوي.
لماذا تُعد هذه الحالة مؤشّراً تحذيرياً مهمًا؟
1- التغيير عن التكوين المألوف: أي جهاز يظهر داخل الأمتعة بمكوّنات داخلية تختلف عن التصميم التجاري المتوقع (بطاريات إضافية، توصيلات داخلية، تجمّعات أسلاك/أسطوانات) يجب أن يُعتبر مريبًا.
2- وجود مصدر طاقة متنقّل: وجود بطارية أو خلية داخل بدن جهاز يبدو أنه يعمل بدون مصدر خارجي يمكن أن يكون علامة على وجود نظام إشعال/دوائر كهربائية.
3- نقطة مركزة ليست مكوّن قياسي: بقعة صغيرة مركّزة داخل نهاية الجهاز قد تكون دليلًا على وجود مكوّن إشعال أو زناد - وهذا ما ظهر هنا بصريًا كنقطة سوداء.
4- التعارض بين الوظيفة والشكل: أداة ذات وظيفة معيارية (مكواة) تُظهِر خصائص غير متوافقة مع وظيفتها الإنشائية؛ هذا التناقض هو مؤشر تحريّ.
الدروس الفنية لخبراء فحص الأمتعة
• خذ المظهر العام كمرجع، وليس كحكم نهائي: المفتشون يطورون "الذاكرة البصرية" لأشكال ومكوّنات الأدوات الاعتيادية. أي انحراف عن القاعدة يحتاج تحقيقًا.
• ابحث عن مصادر الطاقة والأجزاء الإلكترونية داخل الأجهزة التي عادة لا تحتوي عليها (أو لا تحتوي عليها بهذه المواصفات).
• عدم الاعتماد على إنذار كاشف المتفجرات وحده: في الصورة، لم يُطلق جهاز كشف المتفجرات إنذارًا لأن النهاية كانت من فولاذ؛ أنظمة الإنذار تجري على مبدأ خصائص المواد ولا تغطي دائماً كل صيغ الإخفاء. لذا البصر والخبرة مهمّان للغاية.
• استخدام العرض متعدد الزوايا/التقنيات المتقدمة (ثنائي/متعدد المشاهد، أو فحص CT إن أمكن) يساعد في كشف الأشكال والحجم الحقيقي للمكوّنات المخفية دون تفكيك مادّي للأمتعة.
ملاحظة مهمة: تحليل الصورة وتحديد وجود تهديد لا يعني التعامل التقني مع العبوة (مثل تفكيك أو اختبار) ، بل يشير إلى ضرورة إشعار فرق التعامل مع المتفجرات المتخصّصة.
التصرّف العملي والإجرائي المقترح عند الاشتباه
(مبادئ عامة إجرائية — غير تقنية)
1- إيقاف حركة الحقيبة وإخراجها من الخط الآلي إلى منطقة آمنة مخصّصة للفحص الثانوي.
2- عدم لمس/تحريك العنصر المريب أكثر من اللازم بواسطة موظفي الجمارك أو المحطة.
3- إخطار وحدة الاستجابة للمتفجّرات (EOD / Bomb Squad) فورًا، وتطبيق بروتوكولات الطوارئ المحلية.
4- عزل وترتيب منطقة أمان، وإخلاء المساحة المجاورة حسب معايير الأمن المحلية لحماية الركاب والموظفين.
5- توفير كل المعلومات البصرية (صور الأشعة، ملاحظات المفتش) لوحدة الاستجابة للمتفجرات قبل أي تفتيش مادي.
6- تدوين وتوثيق كامل للحالة للرجوع القانوني والتحقيق بعد الحادث.
توصيات تقنية وتدريبية لتعزيز الكشف والوقاية
1- تدريب بصري متقدّم للمفتشين على أنماط إخفاء الأجهزة والمواد الخطرة داخل أدوات منزلية أو معدات كهربائية.
2- استخدام أنظمة فحص بالأشعة متعددة المستويات أو CT داخل نقاط التفتيش الكبرى لتقديم رؤية ثلاثية الأبعاد تقلّل الشكوك وتسرّع القرار.
3- تطوير قواعد بيانات صور مرجعية لقرارات تصنيف الأمتعة المشابهة، بحيث يستخدمها المفتّش كمرجع فوري.
4- تكامل إنذار متفجرات (ETD) مع التحليل البصري: لا تعتمد على إنذار واحد؛ مزيج من أدوات الكشف يزيد الفعالية.
5- محاكاة دورية وتمارين (Drills) مع سيناريوهات مشابهة لإخفاء العبوات داخل أجهزة منزلية لرفع كفاءة الاستجابة.
6- تعزيز التعاون بين المطارات والجهات الأمنية وفرق الخبراء لتبادل المعلومات عن طرق الإخفاء الحديثة.
الاعتبارات القانونية والتنظيمية
• تسجيل الحوادث وتبادل المعلومات مع مراكز التحليل الإقليمي والمنظّمات الدولية يساعد في بناء قاعدة معرفية عالمية.
• تحديث اللوائح التشغيلية لفرض قيود أو توجيهات على عبوات معينة أو طرق نقل محددة قد تستخدم في الإخفاء.
• الحفاظ على حقوق المسافرين والتعامل القضائي السليم مع الأدلة والمضبوطات.
في النهاية تؤكد هذه الحالة (مكون IED) مخفي داخل مكواة شعر داخل حقيبة سفر، أن التهديدات تتطوّر بتوظيف أدوات مألوفة كغطاء، وأن الكشف الفعّال يتطلّب مزيجًا من: خبرة مفتّشي الصور، أدوات تكنولوجية متقدمة، إجراءات أمنية منظمة، وتعاون مؤسسي سريع مع وحدات المتفجرات.
في بيئة عمل الجمارك والنقل الجوي، حيث تتداخل السرعة مع الحاجة إلى دقّة عالية، يصبح الاستثمار في تدريب المفتّشين وتقنيات التصوير والتحليل البصري عنصرًا أساسيًا في حماية الركاب والبنى التحتية.
الإسكندرية
